You are currently viewing المنافسة لا تعني العداوة و لا تستلزم الحب

المنافسة لا تعني العداوة و لا تستلزم الحب

RTI COACHING

#خليك_طاقة_نور

كوتش / منال عبد الحميد

المنافسة لا تعني العداوة و لا تستلزم الحب

يربط معظم الناس المنافسة بالعداوة و الكراهية إلى حد كبير في كل المجالات، بدءا من المنافسة في التعليم و العمل و تشجيع فرق الرياضة و انتهاء بنظرتهم إلى العلامات التجارية و عالم ريادة الأعمال.

لأن هناك منافسين لك في نشاطك التجاري فعليك أن تشعر إتجاههم بالعداوة و تبحث عن حل معين لتدمير أعمالهم و هدم سمعتهم، إنها فلسفة الحقد و الكراهية و لا علاقة لها الأعمال و التجارة .

بالعودة إلى التاريخ نجد أن آبل المتهاوية سنة 1997 لم تخجل من قبول شراء مايكروسوفت المنافسة لها لحوالي 150 مليون دولار من أسهمها لتعزيز ثقة الأسواق بها و توفير حزمة أوفيس و متصفح انترنت اكسبلورر على الماك، و لم ترفض مايكروسوفت مد يد التعاون إلى آبل فهي في الأخير ستستفيد من الأسهم و من انتشار برامجها بين مستخدمي الماك و هو ما حدث .

الصداقة الحقيقية لا تقتلها المنافسة وهذه الأخيرة بريئة من العداوة

قصة لاعبة التنس الأمريكية سلون ستيفنز و ماديسون كيز خلال سبتمبر الماضي هي أحدث دليل على أن الصداقة الحقيقية لا تقتلها المنافسة لأن هذه الأخيرة بريئة من العداوة.

في نهائي أمريكا المفتوحة للتنس 2017 وضع الاجتهاد والتفوق الصديقتين سلون ستيفنز و ماديسون كيز في المنافسة وجها لوجه، وكانت الهزيمة قاسية للاعبة ماديسون كيز التي تجرعت خسارة قاسية بفوز صديقتها عليها بالنتيجة 6-3 و 6-0

ورغم ذلك عبرت كيز عن امتنانها لأن الهزيمة حدثت أمام صديقتها ستيفنز وليس أي منافسة أخرى، مضيفة أن اللعب في مواجهة صديقتها يحمل مذاقا خاصا وأن سلون ستيفنز تظل واحدة من أفضل صديقاتها.

وما كان منها إلا أن حملت نفسها مسؤولية الهزيمة بالقول أن مستواها كان سيئا، وأنه عليها العمل للتحسن للظفر بالبطولات مستقبل

أما ماديسون كيز المنتصرة فقد كانت سعيدة وفي ذات الوقت متعاطفة مع صديقتها وداعمة لها لتصبح أقوى وتصبح المنافسة بينهما أفضل، مضيفة أنها ستحتفل معها بالفوز

صداقة رافائيل نادال و روجيه فيدرر أقوى رغم المنافسة أكثر من 10 سنوات

في عالم التنس نفسها شكل الثنائي الاسباني رافائيل نادال والسويسري روجيه فيدرر منافسين على أعلى المستويات لعقد من الزمن على الأقل.

كلاهما في هذه الرياضة بمثابة أسطورة تمكنا من السيطرة على المسابقة والمنافسة بشكل عام، حتى أن مواجهاتهما تحظى بمشاهدات قياسية مقارنة بمنافسات أخرى

لكن المنافسين رافائيل نادال و روجيه فيدرر تربطهما علاقة صداقة قوية أصبحت واضحة للجميع في الوقت الحالي ولديهما شراكات خارج الملعب مع توجههما إلى الاعتزال قريبا.

صداقة سيرخيو راموس و جيرارد بيكيه تتوج بشراكة تجارية رغم ريال مدريد و برشلونة

يلعب سيرخيو راموس و جيرارد بيكيه في نفس المركز وهو الدفاع بفريقين معروف أنهما خصمين، نعم إنهما ريال مدريد و برشلونة.

سبب كاف بالنسبة للجماهير المتعصبة لتقتنع بأن العداوة هي المستحوذة على علاقة النجمين الإسباني سيرخيو راموس و الكتالوني جيرارد بيكيه

غير أن هذا ليس صحيحا، فكلاهما يلعب لصالح المنتخب الإسباني وهناك علاقة صداقة قوية بين الرجلين، ومؤخرا اعترف نجم برشلونة بأن لديه شراكة تجارية مع نجم ريال مدريد وهما على الأساس يتجهان من الصداقة إلى الشراكة التجارية

هل “المنافسة” و”التعاون” في تضاد ام تداخل؟

هل “المنافسة” و”التعاون” مفهومان متضادان ؟

لابد من الاعتراف بخطورة افتراض التضاد بين المنافسة والتعاون، هذا الانقسام بين جانبين احدهما يمثل الخير والآخر الشر هو انقسام زائف

ان مفهوم التعاون هو في الحقيقة متضمن في معنى كلمة “ينافس”. طبقا لقاموس اكسفورد الانجليزي، كلمة ينافس (compete) مشتقة من (com) وتعني “مجتمِعاً” و(petere) التي لها معاني مختلفة تتضمن “يسعى الى، يعمل لأجل، يحاول الوصول، يكافح، يبحث، يريد”. وبناءاً على هذا الاشتقاق، فان المعنى الملائم للمنافسة سيكون” السعي الجمعي”، “محاولة الوصول المشترك”، “الكفاح المشترك“..

نحن نعيش في اقتصاد يبحث فيه المستهلكون عن افضل منفعة ممكنة، والعمال يبحثون عن وظائف توفر لهم ظروف عمل جيدة واجور عالية، اما الشركات فهي تبحث عن أعلى الارباح. لو اردنا مناقشة اقتصاد العالم الحقيقي، وتشخيص المشاكل واقتراح الحلول، فان وجود المنافسة والمصلحة الذاتية بين الافراد والشركات سيكون افتراضا مفيدا وصالحا للعمل. دراسة الاقتصاد والسياسة العامة ستكون مختلفة جدا في العالم الافتراضي للتعاون التام.

أنواع المنافسة

تأتي المنافسة في عدة اشكال. صيغة المنافسة التي يحبذها الاقتصاديون عند مناقشة الاسواق هي لا تشبه الذئاب المتنافسة على حضيرة أغنام، ولا هي تشبه الاعشاب في تنافسها لخنق الزهور. المنافسة المبنية على السوق والتي تصورها الاقتصاد هي تلك المنضبطة بالقواعد والاحكام، والذين ينتهكون القواعد بالاحتيال والسرقات والجرائم الاخرى هم بوضوح خارج العملية المشتركة لمنافسة السوق.

 

ان المنافسة المرتكزة على السوق تشبه في روحها التفاعل بين متزلجي العاب الاولمبك، التي بها يؤدي الضغط من المنافسين الآخرين ومن الحكام في الخارج بالافراد للبحث عن الابتكار، وللعمل الدؤوب في أداء السلوك القديم والمألوف بطرق جديدة وجيدة. صحيح ان المتزلجين يحاولون بذل جهودا شاقة للمنافسة والفوز، لكن ما يقومون به من عملية منافسة وفق قواعد متفق عليها هي مهمة مشتركة تحمل معنى تعاوني عميق. في عام 1994 وفي بطولة المتزلجين الامريكيين، عندما قامت زوجة احد المتزلجين باستئجار احد افراد العصابات لكسر ساق متزلج اخر، كان الهجوم بوضوح خارج معنى المنافسة لأنه شكّل خرقا لجوهر التعاون الذي يكمن خلف العمل التعاوني الاولمبي..

 

وكما ان المنافسة لا تعني “كل شيء مباح”، كذلك الاستنتاج السريع بان التعاون عمل فضيل هو ايضا غير مبرر. في عدة حالات، التعاون هو وسيلة للجماعة لتسجل مزايا ضد من هم خارجها.

باختصار، المنافسة والتعاون ليسا قطبين متضادين. المنافسة تشير الى الموقف الذي يطبق فيه الناس او المنظمات (كالشركات) جهودهم ومواهبهم نحو هدف محدد، ويستلمون منافع تقوم اساسا على أدائهم قياسا بأداء كل واحد منهم. النقيض الحقيقي للمنافسة هو الموقف الذي يكون فيه اولئك المكافحون لتحقيق هدف معين يحققون محصلات غير مرتبطة بأدائهم الحقيقي، كما يحدث عندما تبطل الحكومات عملية المنافسة بتقديم المعونات للشركات الخاسرة.

التعاون يشير الى الموقف الذي يبحث فيه المشاركون عن محصلة الربح الناتج عن العمل المشترك لكل الاطراف. وهكذا، سيكون النقيض للتعاون هو الموقف الذي يصعب فيه تحقيق ربح لكل الأطراف . 

 

Facebook Comments Box